الخميس، 10 أكتوبر 2013

ذات الرداء البني - قصة قصيرة



جالت طرقات مدرستها البعيدة مكتسية ردائها البني الذي صار سمتها فنسيت الطرقات اسمها الحقيقي و باتت تناديها بذات الرداء البني .. تمشي فيها بلا كلل ، تبتسم ناظرة الى الأرض التي تراها سهولا خضراء باحثة عن زهرات منسية مبعثرة على طريقها تواسي نفسها بالبحث عنهن حتى تنسى بعد المسافة عن احلامها .. ذات يوم وجدت زهرة بنفسجية جذبت عينها البريئة في طرف طريقها اقتربت اليها مبتسمة لانها اخيرا وجدت زهرة بحثت عن عبيرها منذ الازل .. امسكتها بحنان وخوف ان تفقدها احتضنتها بيدها الصغيرة و استنشقتها بكل هدوء طفل ملائكي ، اغمضت عينها التي تقبع في نهايتها دمعة حبستها لتسقط من عينها و تريحها ، فقد وجدت زهرتها التي طال البحث عنها ..فتحت عينها و إذاهي في حقل زهور بنفسجي يرقص لها رقصة ترحيب ساحرة .اقتربت منها احدى الزهرات قائلة : اهلا بمن انقذت اميرة الحقل التي اقتطفها عاشق عابث و ألقى بها بعد رفض محبوبته لزهرته ..
اخذت ترمش ذات الرداء البني بعينها متفاجئة بما يحصل معها ..استأنفت الزهرة كلامها : " لا تتفاجئي فانت الرقيقة الهادئة التي تمشي كل يوم في طريقها دون أن تلتفت إلى الحقل الذي يحادي طريقها فعيونكي دوما امام قدميكي الصغيرتين وحان لكي أن تري حولك يا عزيزتي لتري جمال طرقاتك التي لم تريها بوضوح ..
ابتسمت ذات الرداء البني بصمتها المعهود و فتحت عينيها من حلمها الصغير لتكمل مسيرها الخالي من أحلامها البريئة ...


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأمل فرشاة بألوان سحرية لا نرى رسمه الا إذا تم خداع ابصارنا ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


لا تنسوا أن الكلمات مؤثرة ، فاحسنوا التعليق بكلمات من ذوقككم و فهمكم و اتقبل النقد البناء بكل ترحيب و أشكر وجودكم في مدونتي